#دفقة_شعريّة مع #فائدة_عروضيّة
قلتُ عن البحرِ المديد على مجزوء الوافر :
مديدٌ مـا لهُ حـَدُّ
فيَبلُـغَ مَدَّهُ المَـدُّ
وليس يُجيدُهُ أبداً
سوى الفرسانِ إن شَدُّوا
طمى يَعلو بلُجَّتِهِ
وعنه الصِّيدُ ما ارتَدُّوا
وفاضَ بكلّ قافيةٍ
وإحساسٍ لَهُ وَقْـدُ
وقد جاشَتْ غَواربُهُ
وطأطأَ رأسَهُ السـَّدُّ
ـــــــــــــــــ
#فائدة_عَروضيّة
كثيراً ما يلتبس على النّاظرين مجزوء بحر الوافر ببحر الهَزَج ؛ لأنّه يجوز في تفعيلة الوافر (مفاعلَتن) العَصْبُ (تسكين الخامس المتحرّك اللّام) فتلتبس بتفعيلة الهَزَج (مفاعيلن)؛ فيكون :
[ مفا عل تن = //٥ /٥ /٥ = مفا عي لن ].
وللتّفريق بينهما ننظر في القصيدة كلّها؛ فإذا وجدنا تفعيلة واحدة على الأقلّ تامّة غير معصوبة ؛ كانت القصيدة على مجزوء الوافر.
وإذا كانت جميع التّفعيلات معصوبة (ساكنة اللّام)، نُقِلت إلى (مفاعيلن)، وكانت القصيدة على بحر الهَزَج.
كما قد يلتبس البحر المديد ببحر الرّمل؛ لأنّ تفعيلات المديد: (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن )؛ فلو أخذنا التفعيلة الثّانية مع الجزء الأوّل من التفعيلة الثالثة (السبب الخفيف : فا)، لصار المجموع :
[ فا علن فا = /٥ //٥ /٥ = فا علا تن ].
ويظهر الفرق بين البحرين بأنَّ التّفعيلة الثّالثة تنقص، ولذلك لا يمكن التّمييز بين الرَّمل والمديد إلّا بعد النّظر في التّفعيلة الثّالثة.
والقولُ بأنّ التّمييز بين بحرٍ وآخر يحصل من خلال النّظر في تفعليتين متواليتين ، ليس بالقول الصّحيح؛ فإنّنا تحتاج أحياناً إلى النّظر في ثلاث تفعيلات كما رأينا بين المديد والرّمل، وكذلك قد يقع اللّبس بين البحرين المتقارب والطّويل؛ لأنّ الجزأين الأوّل والثّاني من التفعيلة الثّانية (مفاعيلن) ـ وهما الوتد المجموع (مفا )، والسّبب الخفيف : (عي ) ـ يكوّنان (فعولن)؛ فينتج تفعيلتان متواليتان (فعولن ـ فعولن)، فليلتبس الطّويل بالمتقارب في التّفعيلتين الأوليين ، فلا بدّ من النّظر في التّفعيلة الثّالثة للتّفريق بين البحرين ؛ غير أنّ التّمييز بين المتقارب والطَويل أيسر؛ لأنّ لهما إيقاعين متمايزين تدركهما الأذن.
وكذلك يلتبس الكامل بالبسيط في التقطيع إذا كانت التّفعيلة الأولى في الكامل مُضمرة (مِتْفاعلن) وبعدها صحيحة (متَفاعلن)؛ فتلتبس التّفعيلة الأولى بـ (مستفعلن)، ويلتبس الجزء الأوّل من الثّانية (متَفا) بـ(فعِلن)؛ فينتج (مستفعلن ـ فعلن)؛ فيُظَنّ أنّ البحر بسيط، وهو كامل، ولا بدّ لإزالة اللّبس من النّظر في التّفعيلة الثّالثة.
وكذلك يلتبس كلّ من البحرين المتقارب والطّويل بالبحر البسبط إذا كانت التفعيلة الأولى فيهما (فعولن) مَخرومةً (عولن)؛ لأنّ:
(عولن + فعو = مستفعلن)
والله تعالى أعلى وأعلم ، وله الحمدُ أوّلاً وآخراً.
✏#عوض_فلاحـة.
13 / 12 / 2017 م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق