Translate

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

حوارية..بقلم الشاعر/سمير عويدات

حِوَارِيَّة
******
يا رُبَّ جَرْسٍ لِأنغَامٍ أُدَنْدِنُهَا ... وَحْدِي بهَمْسٍ وكُلُّ النفسِ إصْغاءُ
حتى تجَلَّتْ مَفاتِيحُ القَصِيدِ بها ... وأتبَعَ الحَرْفَ تِلْوَ الحَرْفِ إسْرَاءُ
فما شَعُرْتُ بلَيْلٍ والصَّباحُ أتَى ... وغابَ عَنِّي ـ وما أنْصَفتُ ـ إعياءُ
لمَّا انتَهَيتُ بَصُرْتُ العَقلَ يَرْقُبُنِي ... وكانَ في طَرْفِهِ للشِّعْرِ إزْرَاءُ
فقلتُ : مَهْلاً , ألا تأتي تُحَاوِرُني ... قد طالَ ما بَينَنَا في العَيشِ إقصَاءُ
واسْمَعْ قَصِيدي وقُلْ ما شِئْتَ مِنْ جَدَلٍ ... صَدْرِي رَحِيبٌ وما لِلكِبْرِ أصْدَاءُ
فقالَ : إنِّي أرَى مِنكَ الهَوَى ثَمِلاً ... فزِدْتُ في قولِهِ : بل فيهِ إحْيَاءُ
فقالَ : كيفَ , فقلتُ : انظُرْ إلى سَأَمِي ... الخَلْقُ في كَلَبٍ والعَيشُ غَوْغَاءُ
فرَدَّني غاضِباً واسْتَاءَ مِنْ كَلِمِي : ... تِلْكَ الحَيَاةُ بها لِلمَرْءِ أعْبَاءُ
فقلتُ : إنِّي ضَعِيفُ العَزْمِ مُنْشَغِلٌ ... ها قد دَعَاني لِجَرْسِ الشِّعْرِ إغْرَاءُ
أقولُ ما أشتَهِي لا ثَمَّ مِنْ كَلَفٍ ... فقالَ : هل في الوَرَى للشِّعرِ قُرَّاءُ ؟
فقلتُ : كَمْ مِنْ قَلِيلٍ زَادَ مِنْ شَغَفِي ... الخُلْفُ دَاءٌ وعَزَّ الخَلْقَ إرْضَاءُ
فتَمْتَمَ العَقلُ مِنْ رَدٍّ يُؤَرِّقُهُ ... كَمْ كانَ يُرْجَى لِذاكَ العَقلِ إطْراءُ
وعُدْتُ في خُلْوَتي والصَّمْتُ يَصْحَبُني ... أعُبُّ مِنْ خاطِرِي والفِكْرُ لَألَاءُ
***********************
بقلم سمير حسن عويدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة