ليت الزمان**بقلم الشاعر/عبد الرزاق الرواشدة

ليت الزمانَ!
نظـــرتُ جمالاً يفوقُ الكمـــالَ     سألتُ عليـــــه جُنوبـاً شمـــــــال
أفاقـــت عُيوني أهذي منــــالُ     تُنــــــادي عليَّ قبلـتُ السُّــــــؤالَ
عِســـالٌ نُعاسٌ ورمشٌ طويـلٌ     كــذاك الخـــــدودُ تشعُّ الــــــدَّلالَ
شفـــاهٌ عليها الرحيـقُ يسيــل     تمنـت ورودي تـلـمُّ المُســـــــالَ
وقـــدٌّ يميـــلُ تغـارُ الظبــــــاءُ     كأنَّـــــهُ رُمحٌ يـــــودُّ السِّجــــــالَ
فبـــالله قولي فمــا سـرُّ هـــذا     حلفـــتُ عليكِ فلا تخشي هــــــالَ
كـــأن الربيـع تـوَّردَ زهـــــرا    وهــذا الصَّبـــــاحُ تـنـدى وطـــــالَ
أنـــا ما رأيـــتُ كمثلكِ أنـــــتِ     تشُديــن عينــــي إلى أن تنــــــالَ
رِضـــاءً تبَســمَ منه العَبيــــــرُ    إذا زارَ صدراً يحـــــطُّ النِّهـــــــالَ
حملتـــكِ قلبـاً هجـرت الأنيـــن     لأنـي سئمـــــتُ قتلت الرُّغــــــالَ
فليـــتَ الزمــانَ علـيَّ يعـــــودُ     أمُدُّ الأيــــادي لأبنــي الحــــــلالَ
فمـــا عُدتُ شوقـاً لذاك العنيــد     إذا حـــــلَّ ليلٌ يُعيــــدُ النِّــــــزالَ
ومـــا جـــاء يــومٌّ إليُّ يُقيـــــلُ     شديــــدَ الهمـــوم يردُّ المقـــــالَ
سِـــواكِ أتانـي إليـك دعانـــــي     حباني وطاب وأهـدى المنــــــالَ
ويشهـــدُ ربـي على ما أقــــول     فلستُ البعيـدَ أُماشي الرِّمــــــالَ
فهـــذي حـروفـي دعتها منــالُ     حملتُ هواهـــا وطافَ التـــــلالَ
ستبقـــى منـاراً عليها الأمــــانُ    إذا ما سقتهــا تجـودُ الوصـــــالَ
تطولُ بهــاءً عنــان السمــــــاء     نسيماً تعالـــى وراق الجمـــــالَ
فأنتِ هلالي وبـــــدء غرامــــي     فإن تمَّ بـــدراً عددتُ الرِّحـــــالَ
أعشرين أنـــــتِ رأيتكِ فيهــــــا     وسلْ ما تعدَّى يُريحُ الظــــــلالَ
إليكِ الرَّجـــاءُ ألا فاقـبلينـي           وما قلتُ عنكِ ونادى الـمُحـال
فخلِّـــي الظنُّونَّ بعيداً تمـــــــوتُ     فما تاه قلبـــي وغاب الــمُهال
ورُدِّي عليها تمــــادى النعيــــبُ     وأضحى شباكاً تصيدُ الجـلال
سلامٌ علينـــــا إذا ما طوينــــــــا     رفيقَ العنـــاء وذاك النـحــال
لأنـــي لبســـــــتُ رداءَ الحيــاءِ     وما هام صدري وشيَّ الوصال
                   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ